بسم الله الرحمن الرحيم
كما كل يوم , تمر مشاهد القتل و الحروب أما عيوننا , دونما اهتمام , و كأن مشهد الدم بات عاديا ً لنا كبشر , أو ربما نفوسنا السوداء حوّلت ضمائرنا إلى ذواكر عقيمة , لا تحتفظ بالمشهد سوى بضعة ثوان , أو حتى ننتهي من رشفة الشاي الساخنة ..
بلد أخرى تهوي .. و العرب يتحفوننا مجددا ً بصمتهم العقيم ..و نفوس تخسرها الأجساد , و العرب هم العرب .. لا جديد !!
الصومال , دولة بالاسم عربية , و بتضامننا معها قد تشعرون أنها مجموعة من السود ممن لا أرواح لهم , تملأهم الأمراض و يفترسهم الجوع ..
73 صوماليا ً بريئا ً قتلوا اليوم في اشتباكات ٍ عنيفة بين القوات الإثيوبية و مسلحين صوماليين داخل البلاد ..
بدأت المواجهات قرب قصر الرئاسة الصومالي , بادرت القوات الإثيوبية بالهجوم , فرد المسلحون بنيران أسلحتهم الثقيلة .
اشتباكات اليوم , تأتي بعد ليل ٍ محترق , عاشه الصوماليون في رعب دائم محاولين الابتعاد عن حلقة النار , تاركين بيوتهم , نازحين إلى خارج العاصمة مقديشو ..
منذ الأربعاء و حتى الآن , سقط ما يقارب المائة و خمسين قتيلا ً و مائتي جريح .
جميع المنظمات الإنسانية تعتبر ما يحصل في الصومال مأساة إنسانية تنذر بحلول كارثة في كامل القرن الإفريقي , و العرب يعتبرون ما يحصل مشهدا ً من أحد أفلام العنف , و بعد أن يملوا منه , ببساطة يغيرون المحطة ..
إذا ما جبت قليلا ً في مقديشو , ترى سكانها مرميين على قوارع الطرقات يستجدون من يقلهم إلى خارج عاصمة الموت ..
و بغض النظر عن هوية المتقاتلين و المتنازعين في عاصمة الموت , أين البشر عن البشر , الغفلة تكاد تودي بنا إلى نهاية أفظع من الصومال ..
و يبقى السؤال المطروح , أين " جامعة الدول العربية " , و أين " المؤتمر الإسلامي " عما يحصل في عاصمة الموت ؟؟
أين العرب .. أين المسلمين .. أين البشر المتمتعون بالإنسانية على أقل تقدير ؟؟