منتديات تحفيظ مسجد الرحمة (( المؤقتة ))
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات تحفيظ مسجد الرحمة (( المؤقتة ))

T.M.R
 
الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  التسجيلالتسجيل  دخول  

 

 مقال في السياسة 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ahmed alrifai

ahmed alrifai


عدد الرسائل : 7
تاريخ التسجيل : 31/12/2006

مقال في السياسة  1 Empty
مُساهمةموضوع: مقال في السياسة 1   مقال في السياسة  1 Emptyالإثنين يناير 01, 2007 12:47 pm

بقلم: روبرت فسك

جريدة " إندبندنت"

لندن 16 سبتمبر 2001

الأخذ بالثأر فخ. ففي عالم من المفروض أن يكون قد تعلم أن سيادة القانون تأتي في المقام الأول قبل الانتقام، يبدو أن الرئيس بوش في طريقه إلى ذات الكارثة التي نصبها له أسامة بن لادن. ليس هناك من شك فيما حدث بنيويورك وواشنطون في الأسبوع الماضي ، فهو جريمة ضد البشرية. لن نفهم حاجة أمريكا للثأر إلا إذا قبلنا هذه الحقيقة القارسة المريعة. لكن هذه الجريمة قد تم اقترافها – ووضوح ذلك في ازدياد – لكي يتم دفع الولايات المتحدة واستثارتها إلى توجيه تلك الضربة العمياء المتعالية التي يعد العسكريون العدة لها.

شرح لي السيد بن لادن – الذي تتضح مسئوليته عن الجرم يوما بيوم – كيف أنه يرغب في الإطاحة بالنظم ذات الميول الأمريكية بالشرق الأوسط، بدءا بالعربية السعودية ثم مصر والأردن ودول الخليج الأخرى. ففي عالم عربي غارق في الفساد والنظم الدكتاتورية – ومعظمها يسانده الغرب – يصبح العمل الوحيد الذي يمكن أن يدفع بالمسلمين إلى ضرب رؤسائهم هو أن تقوم الولايات المتحدة بشن هجوم قاس شامل لا يميز.

السيد بن لادن ليس متبحرا في الشئون الخارجية لكنه تلميذ نجيب في فن ورعب الحرب. عرف كيف يحارب الروس الذين بقوا في أفغانستان، ذلك الوحش الروسي الهائل الذي كان ينتقم من أعدائه من الشجعان قليلي التعليم إلى أن واجهته حرب بلا نهاية فبدأ الاتحاد السوفييتي بأكمله في التفكك والانهيار. لقد وعي الشيشان هذا الدرس. أما الرجل المسئول عن الجانب الأكبر لحمام الدم الشيشاني فهو فلاديمير بوتن رجل الاستخبارات السوفييتية المتمرس الذي يقوم جيشه باغتصاب وقتل الشعب المسلم السني المنشق والذي يقوم السيد بوش اليوم بضمه إلى فريقه الذي سيواجه "الحرب ضد الناس" . لابد وأن بوتن لديه من روح الفكاهة ما يجعله يتفهم ويقدر تلك المفارقات القاسية التي ستمر اليوم مر الكرام. وإن كنت أتشكك في أنه سوف يطلع السيد بوش على ما يمكن أن يحدث حينما تدخل حربا ثأرية . فجيشك يصبح - مثل القوات الروسية في الشيشان – في معركة مستمرة مع عدو تبدو قسوته وشره في ازدياد مطرد.

لكن الأمريكيين لا يلزمهم أبعد من النظر إلى معركة إريل شارون العقيمة مع الفلسطينيين لكي يفهموا غباء الأخذ بالثأر. أما في لبنان فقد كان الحال دائما على نفس الوتيرة. يقوم المحارب من حزب الله بقتل إسرائيلي من قوات الاحتلال فيقوم الإسرائيليون بالثأر بإطلاق النار على قرية لبنانية فيموت عدد من اللبنانيين المدنيين ويقوم حزب الله بالثأر بإطلاق عدد من صواريخ الكاتيوشا عبر الحدود الإسرائيلية، فيقوم الإسرائيليون بالثأر مرة أخرى بضرب جنوب لبنان وفي النهاية قام حزب الله - الذي أسماه السيد شارون "مركز الإرهاب العالمي" – بطرد الإسرائيليين من جنوب لبنان. تتكرر نفس القصة في إسرائيل/فلسطين. يضرب جندي إسرائيلي بالنار فلسطيني ممن يرمون بالحجارة، فيثأر الفلسطينيون بقتل مستوطن، يرد الإسرائيليون بإرسال فرقة اغتيال لتقتل مسلح فلسطيني، فيرد الفلسطينيون بإرسال انتحاري لتفجير مطعم للبيتزا، ويرد الإسرائيليون بإرسال طائرات ف16 لتقصف مركز شرطة فلسطيني. وهكذا يستمر الثأر والرد عليه بالثأر في حرب بلا نهاية.

وبينما يجهز السيد بوش قواته، وربما يشاركه السيد بلير في ذلك، فإنهما يشرحان بشيء من المصداقية أن هذه حرب من أجل "الديمقراطية والحرية" وأنها ضد قوم "يهاجمون المدنية". أخطرنا السيد بوش يوم الجمعة أن "أمريكا كانت هدفا للهجوم لأننا النبراس المضيء للحرية وفرص الحياة بهذا العالم". لكن هذا ليس السبب في الهجوم على أمريكا. إذا ما كانت تلك النبوءة من وحي عربي إسلامي فإنها تكون مرتبطة بصورة وثيقة بالأحداث في الشرق الأوسط والإشراف الأمريكي على المنطقة. يمكننا القول بأن العرب تواقون إلى بعض من تلك الديمقراطية والحرية التي يحدثهم السيد بوش عنها. لكنهم بدلا من ذلك يحصلون على رئيس منتخب بنسبة 98% مثل صديق أمريكا السيد مبارك ، أو على قوات بوليسية فلسطينية دربتها وكالة المخابرات المركزية الأمريكية تقوم بتعذيب مواطنيها وقتلهم أحيانا بالسجون. والسوريون أيضا قد يريدون قليلا من تلك الديمقراطية، والسعوديون أيضا لكن أمراءهم العقيمين كلهم أصدقاء لأمريكا وفي حالات كثيرة قد تلقوا تعليمهم بالجامعات الأمريكية.

سوف أتذكر دائما كيف أن الرئيس كلنتون قد أعلن ضرورة الخلاص من صدام حسين - وهو أحد اختراعاتنا (الأمريكية) البشعة – حتى يسنح لأهل العراق فرصة اختيار رؤسائهم. لو حدث ذلك فإنها تكون المرة الأولى في تاريخ الشرق الأوسط التي يسمح فيها للعرب بذلك. كلا … إنها ديمقراطيتنا نحن وحريتنا نحن التي يتكلم عنها السيدين بوش وبلير. إن الهجوم كان على محميتنا الغربية وليس على ما صار عليه الشرق الأوسط كمرتع واسع للرعب والظلم. دعني أوضح ما أعنيه. لقد حدث منذ تسعة عشر عام بالضبط أكبر حادث إرهابي بالشرق الأوسط ، وسأستخدم هنا التعريف الإسرائيلي لذلك المصطلح الذي كثرت إساءة استخدامه. هل يتذكر أحد في الغرب تلك الذكرى السنوية لذلك الحدث؟ كم من قراء هذا المقال سيتذكره؟ سوف أجازف قليلا وأقول بأن هذه الذكرى لن ترد بأية صحيفة بريطانية أخرى، وهي بالتأكيد لن ترد بأية صحيفة أمريكية. في 16 سبتمبر من عام 1982 بدأت المليشيات اللبنانية الموالية لإسرائيل حملتها التي استغرقت ثلاثة أيام من الاغتصاب الجماعي والذبح والقتل لمعسكري اللاجئين الفلسطينيين بصبرا وشاتيلا والتي راح ضحيتها 1800 نفس. كان ذلك في أعقاب غزو إسرائيلي للبنان تم تخطيطه لطرد منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان بموفقة الكساندر هيج وزير الدولة الأمريكية في ذلك الوقت. تكلف الغزو 17500 نفس من اللبنانيين والفلسطينيين، كلهم تقريبا من المدنيين. هذا الرقم ربما يعادل ثلاثة أضعاف الموتى ببرجي مركز التجارة العالمية. ومع ذلك فإنني لا أتذكر أي صلوات جماعية أو تذكارية أو إيقاد للشموع في أمريكا أو الغرب من أجل الموتى الأبرياء بلبنان. لا أتذكر أي خطب مثيرة عن الديمقراطية والحرية. إنني أتذكر في الواقع أن الولايات المتحدة قد قضت شهري يوليو وأغسطس الملطخين بالدماء في الدعوة إلى "ضبط النفس".

كلا لا لوم على إسرائيل لما حدث في الأسبوع الماضي (الهجوم على أمريكا) فالمذنبون كانوا عربا وليسوا إسرائيليين. لكن أمريكا فشلت في التعامل بأمانة وشرف في الشرق الأوسط، فهي تسمح لنفسها ببيع الصواريخ لمن يستخدمها ضد المدنيين، وتتجاهل في نشوة موت عشرات الآلاف من أطفال العراق بسبب الحصار الاقتصادي الذي تتزعمه واشنطون. هذه كلها أسباب ذات علاقة مباشرة بالمجتمع الذي أفرز العرب الذين ألقوا بأمريكا في السعير في الأسبوع الماضي. إن اسم أمريكا مطبوع حرفيا على كل صاروخ تقذفه إسرائيل على المباني الفلسطينية بغزة والضفة الغربية. لقد فحصت بنفسي منذ أربعة أشهر فقط صاروخ جو-أرض من طراز AGM 114-D صنع شركتي "بوينج ولوكرهيد-مارتن" بمصنعيهما في فلوريدا … نعم فلوريدا دون كل الأماكن، نفس الولاية التي تدرب فيها بعض الانتحاريين على الطيران. تم إطلاق ذلك الصاروخ من طائرة من طراز أباتشى من صنع أمريكا بالطبع أثناء الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982. أسقط الإسرائيليون في تلك الحرب مئات من القنابل العنقودية على المناطق المدنية ببيروت رغم التعهدات التي أعطوها لأمريكا. كان على معظم القنابل علامات البحرية الأمريكية وقد أوقفت أمريكا حينئذ شحن الطائرات الحربية لإسرائيل لمدة تقل عن شهرين.

استخدم الإسرائيليون صاروخا من نفس الطراز ومن نوع AGM 114-C مصنوع بولاية جورجيا لضرب سيارة إسعاف قرب قرية منصوري اللبنانية فقتلوا امرأتين وأربعة أطفال. جمعت أجزاء الصاروخ ومعها الشريحة المعدنية لبيانات الإنتاج وتوجهت إلى جورجيا فقدمت تلك الأجزاء لمن صنعها بمصنع شركة بوينج، وأطلعت منتجها على صور الأطفال الذين قتلهم الصاروخ فقال لي "أيا كان ما ستفعله، لا تنقل على لساني أنني قد انتقدت السياسات الإسرائيلية". أنا على ثقة من أن والد هؤلاء الأطفال الذي كان يقود سيارة الإسعاف كان من الجائز أن يشمئز لما حدث في الأسبوع الماضي، لكنني لا أعتقد وقد ماتت زوجته أيضا في ذلك الحادث أنه يكون في حال يسمح له بإرسال التعازي لأحد. كل هذه الحقائق يجب الآن نسيانها طبعا. سيتم عمل كل جهد في الأيام القادمة لحجب السؤال "لماذا؟" والتركيز على من الذي فعل وماذا وكيف. قامت CNN وغيرها من وسائل الإعلام العالمية بإطاعة هذه القاعدة الحربية الجديدة. لقد رأيت ما يحدث إذا كسرت هذه القاعدة. فحينما نشرت الإندبندنت مقالتي عن الصلة بين مظالم الشرق الأوسط وهولوكوست نيويورك جاءت محطة راديو BBC’s 24-hour news بمعلق أمريكي قال "لقد كسب روبرت فسك جائزة قلة الذوق" . وحينما أثرت نفس الموضوع في محادثة على محطة أيرلندية قال عني الضيف الآخر – وهو محام من خريجي هارفارد – أنني متعصب معاند للحق وكاذب وأنني "رجل خطير" وطبعا معاد للسامية ، وهنا أسكته الأيرلندي (روبرت فسك نفسه يهودي).

لا عجب إذن إذا ما أشرنا إلى الإرهابيين بأنهم "لا عقول لهم" لأننا لو سلمنا بأن لهم عقولا كان علينا أن نشرح ما مر بهذه العقول من أفكار. لكن هذه المحاولات للرقابة والحظر على حقائق هذه الحرب التي بدأت بالفعل لا يجوز السماح لها بأن تستمر. انظر إلى منطق سكرتير الدولة كولن باول الذي كان مصرا يوم الجمعة على أن رسالته إلى الطالبان بسيطة وهي أن عليهم تحمل مسئولية إيواء بن لادن فحذرهم بقوله "لا يمكنكم الفصل بين أفعالكم وأفعال الجناة". لكن الأمريكيين يرفضون تماما الربط بين كارثتهم وبين أفعالهم بالشرق الأوسط. يجب علينا أن نخرس حتى حينما يعلن إريل شارون رغبة إسرائيل في الانضمام إلى المعركة ضد "الإرهاب العالمي" وهو الرجل الذي سيرتبط اسمه دوما بمجزرة صبرا وشاتيلا.

لا عجب إذن إذا ما خاف الفلسطينيون. فقد مات 23 فلسطيني بالضفة وغزة خلال الأيام الأربعة الماضية، وهو خبر مذهل كان من الجائز أن يحتل الصفحات الأولى لو لم تكن أمريكا قد ضربت. إذا ما انضمت إسرائيل إلى الصراع الجديد فإن الفلسطينيين إذا ما حاربوا الإسرائيليين يصبحون بالتبعية جزءا من "الإرهاب الدولي" الذي من المفترض أن السيد بوش قد خرج ليحاربه. لم يدعي السيد شارون هباء أن لياسر عرفات علاقة مع أسامة بن لادن. إنني أكرر: إن ما حدث في نيويورك كان جريمة ضد البشرية، وهذا يعني جنود شرطة وعمليات قبض وعدالة ومحكمة عدل دولية في "الهيج" إذا لزم الأمر. لا صواريخ كروز ولا قنابل "ذكية" ولا فقدان أرواح للمسلمين كثأر للأرواح الغربية. لكن الفخ الآن مفتوح. ويبدو أننا أيضا يا سيد بوش نسير إليه.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مقال في السياسة 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» مقال في السياسة 2
» يا فخامة الرئيس - مقال رائع

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات تحفيظ مسجد الرحمة (( المؤقتة )) :: منتديات مسجد الرحمة :: الركن الإسلامي-
انتقل الى: