من غرائب الحفظ وقوة الذاكرة....

الحفظ وقوة الذاكرة موهبة من الله تعالى وقسمةإلهية كباقي النعم،لا دخل للعبد في هذا
وقد وجد في سلف هذه الأمة،وخلفها أقوام لا يحصون كثرة متعوا بنعمة الحفظ والذكاء
المفرط،فيهم القراء والمفسرون والمحدثون والفقهاء والأدباء والمؤرخون والفلافسة وغيرهم
ومن أعجب ما قرأت في قوة الحفظ:
أن هشام بن محمد النسابة قال:كان لي عم يعاتبني على حفظ القرآن،فدخلت بيتا وحلفت أن
لا أغادره حتى أحفظ القرآن،فحفظته في ثلاثة أيام.
وذكروا عن عامر الشعبي أنه حفظ القرآن في أربعين يوما.
وفي ترجمة ابن شهاب الزهري أنه حفظ القرآن في ثمانين يوما،
وفي ترجمة أبي وائل شقيق بن سلمة أنه حفظه في شهرين،وذكر الخطيب البغدادي عن شيخه عبدالله بن اللبان أنه حفظه وله سبع سنين.
أما أعجوبة الحفظ الإمام الشافعي رحمه الله
فكان إذا خرج سد أذانه لألا يسمع من كلام من في السوق فيحفظه
ومما يذكر عنه رحمه الله أنه قال:ما رأيت سوادا في بياض إلا حفظته،وذكرو عنه رحمه الله
أنه حفظ الموطأ للإمام مالك_رحمه الله_في أربعين يوما!!!.
وفي ترجمة الأئمة أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وابن جرير الطبري أنهم كانوا يحفظون
ألف ألف حديث أي بالمكررات وطرق الحديث المختلفة مع آثار الصحابة وذكروا عن الإمام
الدارقطاني الحافظ صاحب "السنن" وغيرها_رحمه الله_أنه حضر في حداثته مجلس
إسماعيل الصفار فجعل ينسخ جزءا كان معه،وإسماعيل يملي،فقال بعض الحاضرين
للدارقطاني:لا يصح سماعك وأنت تنسخ.
فقال له:فهمي للإملاء غيرفهمك ،ثم قال:تحفظ كل ما أملى الشيخ من حديث إلى الآنقال: لا،،فقال الدارقطاني:أملى ثمانية عشر حديث إلى الآن،فعددت الحديث الذي أملاه
فوجدتها كما قال ،ثم قال:الحديث الأول منها عن فلان عن فلان،ومتنه كذا،والحديث الثاني
عن فلان،ولم يزل يذكر أسانيد الأحاديث ومتونها على ترتيبها في الإملاء،حتى أتى على آخرها
فعجب الناس،وقد ذكر ابن صلاح_رحمه الله_في مقدمته في علوم الحديث:أنه بلغه عن إبراهيم
بن سعد الجوهري،قال:رأيت صبيا ابن اربع سنين قد حمل إلى المأمون
قد قرأ القرآن ونظر في الرأي_الفقه_غير انه إذا جاع بكى.وفي ترجمة الحافظ السراج البلقيني:أنه حفظ القرآن الكريم وله من العمر سبع سنين،وحفظ
معه "المحرر"في فقه الشافعية،و"مختصر ابن الحاجب"في أصول الفقه ،و"الشاطبيه"في
القراءات،و"الكافيه"في النحو،لابن مالك،وفيها ثلاثة آلاف بيت،كل ذلك وسنه دون العاشرهوكان الحافظ العراقي صاحب "الألفيه"المشهورة في مصطلح الحديث،وشيخ الحافظ ابن
حجر العسقلاني،كان قد حفظ القرآن وهو ابن ثماني سنين وكان يحفظ في كل يوم أربعمائة سطر
أما الحافظ ابن حجر الإمام الكبير وخاتمة الحفاظ،فحكى عن نفسه أنه كان يمر على الصحيفة
المكتوبة فيحفظها.