قد يبكيك مشهد..أو يؤلمــك واقع..
وقد تجرحــك عبارة…أو يؤذيـــك أحمق..
فتضيق حينها ..وتبكي حيناً أخر..
ولقد بكيت…ولكن..
لم يبكيني مشهدٌ… أو واقع… أوعبارة…أو أحمق
لم يبكيني صراخ أو عويل..ولا دموع أسرى تسيل..
إنما أبكاني صورة.. صامتة…ليس بها دماء.. ولا دموع….ولا أشلاء..
أبكتني هذه الصورة
الجندي :
هاكَ يميني يا غبيّ..
قبّلها في كل خضوع واحترام..
ولتنسَ أنّي في دياركَ أجنبيّ…
قبّلها دون اعتراضٍ أو كلام..
ولتنسَ أنّك كنتَ في يومٍ أبيّ..
ولتنحني كتفيكَ يارجل السلام…
ستذوقُ كأس الدونِ مرّاً من يدي..
الرجل العراقي :
حينها قلت :
ألا أيّها الشيخ المعذّبُ فلتقفْ..
يكفي كفى من دموعٍ ودمي…
لا تنحني أرجوكَ يوماً يا أبي...
وانفضْ غبار الذلِ عن تلك اليدي..
وارفع جبينكَ شامخاً فوق الورى...
لسنا نبالي الموت أمساً أو غدي..
سنثور في وجه الأعـــادي ولنرى..
ظلمة الباغي بعد مكثٍ تنجلــــي..
يا إخوتي هبّوا فلسنا نرتضي...
تلك الفعال وما يريد المعتدي..
هبّوا قياماّ في الليالي وارفعوا..
كفّاً إلى الرحمن تدعو ترتجي..
تلك السهام التي ما خاب يوماً ...
من رجى قلبٌ كسيرٌ مهتدي....