يقول الداعية الأستاذ عادل بن محمد عبد العالي : ذكر أحد الأخوة عن أحد التجار في السعودية
بداية رحلته مع التجارة حيث نقل عنه أنه كان يعمل في أحد ثغرات البلاد..
وكانت البضائع لابد أن تمر عليه حتى يوقع عليها فكان للمتلاعبين بالمرصاد .. ولكن علم أن رئيسه
يأخذ الرشاوي ولقد بلغت برئيسه الوقاحة أن نصح صاحبنا بعدم التشدد وأخذ المال تسهيلا
للراشي .. ولما سمع صاحبنا هذا الكلام ارتعدت فرائصه وأحس بالخوف فخرج من المكتب وهو يكاد
يختنق من الحزن والأسى والتردد ومرت الأيام وكلٌ يأتي الى صاحبنا .. فهذا يقول له هذه هديه من
مؤسستنا وهذا يقول هذا المال اكراميه من شركتنا لمجهودك الطيب وهو يرد ذلك ويرفضه لكن الى
متى سيبقى على هذا الحال وأحس بالخوف أن تضعف نفسه وأن ياخذ مالا حراما وأصبح بين
أمرين اما أن يتخلى عن منصبه وراتبه أو أن يتعدّ حدود الله ويأخذ الرشاوي ولأنه قلبه على الفطرة ..
ولأن قلبه يستشعر قول الله عز وجل"ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من
حيث لا يحتسب"
قدم استقالته .. يقول صاحبنا : ثم رزقني الله شاحنة صغيره وبدأت بمتابعة النقل ثم رزقني الله
بشاحنة أخرى وبدأ بعض التجار يطلبوني لنقل بضائعهم لحرصي عليها وكأنها من مالي .
ومن الحوادث التي مرت عليّ ان اصطدمت احدى شاحناتي وتكسرت بسبب نوم السائق فلما
اعتذر عفوت عنه فاندهش رجل المرور من سماحتي وأصر على أن يتعرف عليّ وبعد أعوام كبر
منصب رجل المرور وجاءت بضاعة كبيرة فما أراد هذا الا أنافاختارني لحمل هذه البضاعة بنقلياتي
دون مناقصة ..
فانظروا كيف تفتحت له أبواب الرزق وهو الآن من أكبر التجاروله من التبرع
لوجوه الخير والاحسان الى الفقراء النصيب الكبيروهكذا فلتُشكر النعم ..
من يفعل الخير لايعدم جوازيه
لايذهب العُرف بين الله والناس
[/center]