osama mousli
عدد الرسائل : 347 تاريخ التسجيل : 25/11/2006
| موضوع: من ترك شيئا لله عوضه الله خيراً منه ؟!؟! الإثنين ديسمبر 04, 2006 4:58 pm | |
| كان في دمشق مسجد كبير اسمه جامع التوبة و هو جامع مبارك فيه أنس و جمال و كان فيه منذ نحو 70 سنه شيخ مربٍ عالم عامل اسمه الشيخ سليم المسيوطي و كان مضرب المثل في فقره وفي إبائه و عزة نفسه و بذلها للآخرين .
و كان يسكن في غرفه في المسجد مر عليه يومان لم يأكل فيهما شيئا وليس عنده ما يطعمه و لا ما يشتري به طعاما فلما جاء اليوم الثالث أحس كأنه مشرف على الموت وفكر ماذا يصنع فرأى أنه بلغ حد الاضطرار الذي يجوز له أكل الميتة أو السرقة بمقدار الحاجة و آثر أن يسرق ما يقيم صلبة هذا ما رآه في حالته هذه و كان المسجد يتصل سطحه ببعض البيوت يستطيع المرء أن ينتقل من أولها إلى آخرها مشياً على أسقفها فصعد إلى سطح المسجد و انتقل منه إلى الدار التي تليه فلمح فيه نساء فغض من بصره وابتعد ونظر فرأى إلى جانبها دار خاليه وشم رائحة الطبخ تصدر منها فأحس من جوعه عندما شممها كأنها مغناطيس تجذبه إليها وكانت البيوت من دور واحد فقفز قفزتين من السقف إلى الشرفة فصار في الدار و أسرع إلى المطبخ فكشف غطاء القدر فرأى فيها باذنجان محشو ي فأخذ واحدة فعض منها عضه فما كاد أن يبلعها حتى ارتد إليه عقله و دينه و قال لنفسه : أعوذ بالله أنا طالب علم مقيم في المسجد أقتحم المنازل و أسرق ما فيها ؟ و كبر عليه ما فعل و ندم و استغفر و رد الباذنجان و عاد من حيث جاء فنز إلى المسجد و قعد في حلقة الشيخ و هو لا يكاد من شدة الجوع يفهم ما يسمع فلما انقضى الدرس و انصرف الناس ...
جاءت امرأة مستترة فكلمت الشيخ بكلام لم يسمعه فتلفت الشيخ من حوله فلم ير غيره فدعاه و قال له : هل أنت متزوج ؟ قال : لا قال : هل تريد الزواج ؟ فسكت فأعاد الشيخ سؤاله فقال : يا شيخ : ما عندي ثمن رغيف و الله فلماذا أتتزوج ؟ قال الشيخ : إن هذه المرأة خبرتني أن زوجها توفي و أنها غريبة في هذه البلد و ليس لها فيه و لا في الدنيا إلا عم عجوز فقير و قد جاءت به معها و قد ورثت دار زوجها و معاشه و هي تحب أن تجد رجلا يتزوجها لئلا تبقى وحيدة فيطمع بها فهل تريد أن تتزوج منها ؟ قال : نعم سألها الشيخ هل تقبلين به زوجاً ؟ قالت : نعم فدعا الشيخ عمها و دعا شاهدين و عقد العقد و دفع المهر عن التلميذ و قال له : خذ بيد زوجتك فأخذ بيدها فقادته إلى بيتها فلما أدخلته كشفت عن وجهها فرأى جمالاً و شباباً و إذا البيت هو البيت الذي اقتحمه و سألته هل تأكل ؟ قال : نعم فكشفت غطاء القدر فرأت الباذنجانة فقالت : عجباً من دخل الدار فعضها ؟ فبكى الرجل و قص عليها الخبر فقالت له : هذه ثمرة الأمانة عففت و تركت الباذنجانة الحرام فأعطاك الله الدار كلها و صاحبتها حلال ومن ترك شيئا لله عوضه خيراً منه ...
ذكرها الشيخ علي الطنطاوي ( رحمه الله ) | |
|