osama mousli
عدد الرسائل : 347 تاريخ التسجيل : 25/11/2006
| موضوع: أفلا نكون عباداً شاكرين !! الإثنين ديسمبر 04, 2006 4:44 pm | |
| هــــل جــــربت ذلك يـــوما
أن تضع يدك على قلبك و تفكر كيف أن هذه القطعة العجيبة من جسمك تعمل على مدار الساعة دون توقف إنها تعمل
يوميا" أثناء يقظتك و أثناء نومك أيضا" و تغير سرعتها أوتومتيكيا" طبقا" لاحتياجات جسمك و ستظل تعمل كذلك على
مدار الأيام والشهور والسنين حتى الدقيقة الأخيرة من حياتك دون أن تأخذ إجازة ولو للحظة واحدة.
هل فكرت يومــا
فيما لو كان أمر يشغل هذه القطعة وتنظيم عملها موكلا" إليك- مثلا" عن طريق عضلة ما يمكم ضغطها باليد...!
ما لذي يمكن أن يحدث.....؟
طبعا".ببساطة.ستفشل في تشغيلها و ستموت بعد ساعات فأنت ستتعب قبل ذلك. وتحتاج أن إلى تغير النبض
باستمرار. ثم انك تحتاج أن تنام وقبل كل شئ. أنت تحتاج إلى أن تكون متفرغا" لهذا العمل لأن أي غفلة ستكلفك
حياتك و بالتالي لن تستطيع أن تسعى في طلب رزق أو دراسة أو عمل
إن جهاز القلب هذا هو جهاز واحد فقط. من عشرات الأجهزة الموجودة في جسم الإنسان. و التي تقوم بما تعجز عنه
مئات المصانع التي يديرها البشر. فهناك جهاز للتبريد في جلد ابن ادم. وجهاز للتنفس لاستخلاص الأوكسجين. والكبد
تعمل باستمرار لتنقية الدم من السموم. و أجهزة أخرى و أخرى كثيرة. و التي بدونها لم يكن يمكن لأي إنسان
البقاء حيا".
فتـــــأمل
أيها المسلم في عظيم نعمة الله علينا. حيث جعل هذه الأجهزة تعمل لوحدها دون تدخل منا. وهذه من الآيات و النعم
التي هي في جسمنا فحسب. قال ربنا عز وجل (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)؟ فكيف بنعم الله الظاهرة الأخرى علينا
من مآكل و مشرب و ملبس و أمان؟ و كيف بالنعم الآخر التي لا نراها؟ بل كيف بأعظم نعمة على الإطلاق. و هي إنعام
الله علينا بنعمة الإسلام و الهداية؟ و التي حرمها كثير من البشر. مع أنهم ما خلقوا بالهيئة المعجزة التي خلقوا عليها
إلا للقيام بهذه النعمة.إن المتأمل في نعم الله لا يمكنه أن يخرج إلا بنتيجـــة واحـــدة
هي أن نعم الله علينا و فضله يشملنا في كل لحظة من لحظات حياتنا. وفي كل حركاتنا و سكناتنا. حقا"
( وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) ! فهو سبحانه كما أخبر قد (أسبغ عليكم نعمة ظاهرة وباطنه )
أليس من حق الله علينا بعد كل تلك النعم أن يطاع فلا يعصى. وأن يشكر فلا يكفر؟
(كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون)
(وهو الذي أنشأ لكم السمع و الأبصار و الأفئدة قليلا" ما تشكرون)
(فكلوا مما رزقكم الله حلالا طيبا" واشكروا نعمة الله إن كنتم إياه تعبدون)
فالعجب كل العجب لمن يعلم أن كل ما عنده من النعم هو من الله. ثم هو لا يستحي من الاستعانة بها على ما نهاه
الله عنه !! والشكر إنما يكون بامتثال أوامر الله عز وجل. واجتناب نواهيه. فشكر الجوارح يكون بأن يستعملها الإنسان
في ما يرضي الله.وليس فيما يغضبه.
فالعين >><< لا تنظر إلى ما حرم الله من الصور والعورات
والأذن >><< لا تسمع ما حرم الله من الغناء والباطل
واللسان >><< لا يقول ما يغضب الله من الغيبة والفحشاء
وهكذا ..
سائر النعم الأخرى من صحة و مال و قوة
فإنة يجب توظيفها فيما يرضي الله من صنوف الطاعات كالصلاة و الصدقة و أعمال الخير و الإحسان إلى الخلق
و غير ذلك.
ولان الشكر هو أعظم القربات إلى الله.فقد كان من أشد الطاعات عدو الله إبليس
الذي أقسم أن يصرف جهده في جعل الناس لا يشكرون ربهم فقال تعالى"ثم لا تينهم من بين أيديهم زمن خلفهم
و عن أيمانهم وعن شمائلهم و لا تجد أكثرهم شاكرين"
إذا" فعلينا أن نحذر من أن نكون مع أكثر الناس الغافلين الذين لا يشكرون الله والذين حالهم كما قال الرحمن في كتابة
" ولقد ذرانا لجهنم كثيرا" من الجن و الإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ولهم أذن لا يسمعون
بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون"
و لنحرص أن نكون مع القليل الذين قال الله فيهم" وقليل من عبادي الشكور" ولنأخذ بوصية الله عز وجل
" بل الله فاعبد وكن من الشاكرين" كما أخذ بها نبينا محمد خير الأنام علية أفضل الصلاة و السلام فقام الليل حتى
تفطرت قدماه.فلما سئل: أتفعل هذا وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك و ما تأخر قال: " أفلا أكون عبدا" شكورا"؟
فما نقول نحن المقصرين الذين لا يزال الله ينعم علينا و يرزقنا ويلطف بنا مع أننا نعصيه في الليل والنهار؟
أفلا نكون
عباداً شاكرين !! | |
|